آخر الأنباء

« »

الأربعاء، 20 سبتمبر 2006

أحنا بتوع الأتوبيس



لقد اخطأ رجالات الحزب الوطني خطأً كبيراً عندما إختاروا عبارة "فكر جديد... و الانطلاقة الثانية نحو المستقبل" شعاراً لمؤتمرهم. هذه العبارة إن دلت على شيئ، فهي تدل على مقدار انفصالهم عن واقع الشارع المصري، و مدى انعدام درايتهم بحقيقة المشاعر التي يكنها الشعب تجاه الحزب و نظامه و حكوماته المتعاقبة. هذه العبارة المستفزة تأتي لتنكأ الجراح و تلقي بالملح عليها لتزيدنا نحن الجماهير ألماً علي ألم.

فعلي طريقة "فين السنيورة" المشهورة بميدان العتية، يطل علينا الحزب الوطني بهذا الشعار الذي يجعلنا جميعاً نتساءل " و هي فين الانطلاقة الاولى ؟" . عن أي الانطلاقات – أولى كانت أو ثانية – يتحدثون، و بأي فكر جديد يتشدقون، هل يصدقون هذا الهراء فعلاً؟ ام هم يعلمون –كما نعلم جميعاً- ان هذا الشعار هو اساساً للاستهلاك الإعلامي و لزوم الحبكة الدرامية. و المفجع ان يظهر السدنة من صغار الاعضاء في لجان الحزب المختلفة على شاشات التليفزيون مبررين الشعار بقصص مختلقة و بارتجال يفتقد الحبكة، و يظهر مدى عدم اقتناعهم أو بالأحري عدم إكتراثهم بمحاولة فهم الشعار، فتأتي التفسيرات المستفزة من اشخاص هبط عليهم الشعار من لجنة السياسات دون ان يكون لهم يد فيه، و موضحاً مدي الدكتاتورية المتأصلة في هذا الحزب. كيف نريد من هذا الحزب اصلاحاً سياسياً أو ديموقراطية هم لا يمارسونها أصلاً، فجميع مناصب الحزب بالتعيين بقرارات من أعلى، و جميع سياسات الحزب تهبط من القمة، إن فاقد الشيء لا و لن يعطيه...

ثم تأتي الطامة الكبرى، و هي اعترافهم بأنهم يتوقعون ان هناك من سيزايد على شعارهم و يتسائل عن الانطلاقة الاولى ... يا سلاااااام؟؟؟!!!!! صحيح شر البلية ما يضحك، لقد ذكرني هذا الموقف بنكتة الراكب الذي اعترض على قيادة سائق الاوتوبيس فوجد الكمساري يزجر له و يقول: مش عاجبك أنزل!!!! فما كان للراكب المسكين غير أنه امتثل قائلا: لا يا باشا السواق بتاعكو ده ميه ميه.. احنا إللي مابنعرفش نركب!!!