آخر الأنباء

« »

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

انتبهوا ايها السادة

 

تابعتم ما انتهت اليه الانتخابات في تونس، و ادت الى فوز ساحق نسبيا للتيار الاسلامي المتمثل في حزب النهضة، و هو المكافئ تماما لحزب الحرية و العدالة في مصر.

بالرغم من ان هذا الفوز مستحق عن طريق صندوق انتخابي و عملية كانت في مجملها نزيهة و شفافة بشهادة المراقبين الدوليين الذين سمح لهم بمراقبة تلك الانتخابات، و لكننا يجب ان نأخذ في عين الاعتبار بعض النقاط الاساسية التي يجب ان تراعى في مصر، حيث ان العدد المتوقع في مصر سيكون اضعاف العدد الذي خرج للتصويت في تونس مما سيعظم من تأثير بعض التكتيكات الانتخابية المستخدمة من قبل المرشحين ذوي الخبرة.

بداية يجب ان نسرد بعض الحقائق الحسابية، و اهمها ان الناخبين المسجلين بجداول الانتخابات يزيدون اليوم عن 50 مليون ناخب طبقا لما اعلنته اللجنة العامة للانتخابات.  قياسا على الاستفتاء الذي خرج فيه قرابة ال 18 مليون ناخب للأدلاء بأصواتهم، و استنادا للعرف الذي يعمل به في كل الدول ان الانتخابات نظرا لطبيعتها التنافسية تجذب عددا اكبر من الاستفتاءات، من الممكن اذن ان نتوقع نسبة خروج للانتخاب بما لا يقل عن 25 مليون ناخب على اقل تقدير، و من المتوقع ان تصل الى 30 مليون ناخب اي بنسبة 60% و هو في تقديري الشخصي رقم واقعي جدا.

بقى ان نعرف ان عدد الصناديق المتاحة لتلقي اصوات الناخبين لن تزيد عن 52 الف صندوق، ايضا طبقا لما اعلنته اللجنة و بما هو معلوم من تقسيم لجان الانتخاب على الاقسام في الدوائر.

الحقيقة الاخيرة هي المدة الزمنية المتاحة للناخب للأدلاء بصوته.  يعلم من صوت في الاستفتاء الاخير، ان عملية الكشف عن اسمه، و تسليمه بطاقة الاقتراع، ثم ذهابه خلف الساتر و تسجيل صوته، ثم العودة الى القاضي لوضع اصبعه في الحبر الفسفورى لم تستغرق اقل من خمس دقائق، و انا اتوقع ان تستغرق اكثر قليلا هذه المرة نظرا للاختلافات الآتية:

  • الكشوف ستكون ملزمة للقاضي، بمعني يجب ان يتأكد من وجود اسم الناخب في الكشف المسجل امامه، على عكس الاستفتاء حيث كان سمح لأي مواطن الادلاء بصونه في اي لجنة
  • اختلاف ما يتم التصويت عليه، الناخب هذه المرة امام مهمة اعقد، و هي اختيار شخص و حزب يمثلونه من ضمن قائمة ستحتوي غالبا على ما لا يقل عن ثلاثين اسما و قائمة حزبية.

مما سبق، يجي ان نعي ان العملية الانتخابية سيكون عليها اقبال شديد و سوف تستغرق وقتا كبيرا، مما سوف يحرم البعض من التصويت نتيجة عدم تمكنهم من الوصول للصندوق في الوقت المتاح و هو من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الخامسة مساء.

الرسالة الاهم، ان هناك تيارات منظمة، لهل خبرة طويلة بالانتخابات، و نعي تماما هذا الدرس الحسابي البسيط، و سوف يستغلونه عن طريق حشد مؤيديهم من الصباح الباكر و الوقوف في طوابير طويلة جدا لضمان وصولهم للصناديق، و العمل على ان يمل المنافسين من طول الانتظار حتى تغلق اللجان دون ان يصوت من يكونوا ضدهم بالأعداد التي تؤثر على فوزهم.

وجب علينا التنبيه لكل من نعرفه بأن هذا اليوم سيكون يوم مصيري، و سوف يحدد الاتجاه الذي سوف نذهب اليه، اما الدولة المدنية التي نبتغيها، او ما لا يعلمه الا الله. 

خلاصة الكلام: يوم الانتخابات، سيكون يوم طويل و عصيب، لا تنشغل بشيء آخر في هذا اليوم، اذهب و انت متوقع ان تقضي اليوم بأكمله في طابور الناخبين، لا تتملل، و لا تيأس، و لا تذهب وحدك، اذهب و اصطحب اكبر عدد ممكن من الناس. و بدأ السأم يتسرب الى قلبك يومئذ تذكر من دفع حياته ثمنا لكي تقف انت في هذا الموقف.