آخر الأنباء

« »

الاثنين، 21 مارس 2011

الاستفتاء و سنينه

و الآن، و بعد أن ظهرت نتيجة الاستفتاء على غير ما أردنا، و دفعت بنا إلى الصفوف الخلفية، و جب علينا التدبر في النتيجة و تحليل الملابسات التي أدت إلى ظهورها على هذا النحو.

أولا، و قبل أن نبدأ، يجب على الجميع الاعتراف بالنتيجة، فمهما كانت التجاوزات التي حدثت، فهي لا ترقي إلى تغيير النتيجة، و بقى لنا التعايش مع ما يشكل الرأي السائد.

إن التصويت على الاستفتاء لم يكن له علاقة بالتعديلات الدستورية، بل كان استفتاء على وجهات نظر و رؤى سياسية أكثر من كونه استفتاء على المواد المطروحة، و هنا تكمن المشكلة، فريق لا كان في غالبه الأعم الفصيل الليبرالي المنادي بالدولة المدنية، و فصيل نعم كان في غالبه الأعم فصيل الإسلام السياسي الراغب في صبغة الدولة بالإسلامية، و لكل فصيل وجهة نظر يجب أن تحترم، من منطلق حرية الرأي و حرية التعبير.

و لكن ادعوا الجميع إلى التأمل و النظر في نتيجة الاستفتاء على ضوء ما يلي:
لا يجب أن نقع في فخ الزعم بأن الناس التي دفعت للتصويت بنعم هم من البسطاء و العوام الذين تأثروا بوجهة نظر القوى الإسلامية من الإخوان و السلفيين، و لكن كمواطنين لم يجدوا أمامهم من يقارع حجة هؤلاء بحجة أخرى، و مع الاعتراف بأن حجة الإخوان و هي الحفاظ على هوية الدولة الإسلامية، هي حجة من الصعب ردها عند اغلب الناس في مصر.

يجب أن نعترف أيضا بأننا لم نفهم الشارع المصري و لم نعي قوة تأثير اللقاء المباشر بالناس في الشارع، و اكتفينا باستطلاع الفيس بوك على انه مقياس للرأي العام المصري، و تناظرنا فيما بيننا و حاججنا بعضنا عوضا عن النزول للشارع، و ظننا أن تأثير الفيس بوك سيمتد للملايين.  أعترف الآن بالخطأ الذي كنت عليه، بظني أن الوسائل المستخدمة من قبل التيار الليبرالي في مصر توازي العمل في الشارع، بل اجزم اليوم أن تأثيرها لا يقارن بتأثير العمل وسط الجماهير.

الخطأ الثاني الذي وقعنا فيه، هو الاعتماد (أو الظن) بأن هناك رموز لها شعبية ما تقود تيار لا، و بالتالي اكتفينا بظهورهم على الانترنت في إعلانات تدعوا للتصويت بلا.  إن النتيجة أثبتت بالنسبة لي أن الشارع المصري لا يتأثر بأحد بالوكالة، بل يجب الوصول إليه عن طريق العمل المباشر في الشارع كما فعل الإخوان و السلفيين.  فأنا لا أعيب على الإخوان فيما ذهبوا إليه من تطويع الدين لخدمة أغراضهم السياسية، بقدر ما أعيب على التيار الليبرالي بالبعد عن الشعب و الاكتفاء بالاحتماء بالأبراج العاجية و التواصل مع الشعب من خلف النوافذ الالكترونية.

أنا ادعوا من خلال هذه المدونة إلى مؤتمر عام للقوى الليبرالية، بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية أو الحركية للنظر في الآتي:

  • العمل على إيجاد مرشحين ليبراليين قادرين على نيل ثقة الجماهير في كل دوائر الجمهورية لخوض الانتخابات على قائمة واحدة، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية.
  • توفير الدعم المالي  من مصادر ليبرالية وطنية تحمل رؤى و أحلام التيار الليبرالي المصري الوطني.
  • وضع خطة إعلامية متطورة لتحقيق اكبر قدر من الوصول إلى الناس
  • وضع خطة تحرك لكل مرشحين التيار الليبرالي و التنسيق فيما بينهم من خلال لجنة مركزية لتوحيد الرسالة و الخطاب على مستواها الأعلى مع مراعاة ترك مساحة للمرشحين الحزبيين للالتزام ببرامجهم الحزبية.

إن هذه الدعوة تعد من وجهة نظري هي الفرصة الأخيرة للحفاظ على الوطن من التحول إلى دولة دينية لا مجال فيها إلا لوجهة نظر واحدة، مما سيفرز نظاما لن يسقط و لو بثورة كثورة يناير.


هبوا لنجدة الوطن، فهذه هي المعركة الأخيرة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق